مدُن بالأبيض والأسود – ترجمة ورشة ناشونال جيو

تنتهي المهمة في 15 مايو 2017

أنا أذكر بوضوح أول مرة حمّضت فيها فيلمًا، كان هذا في فترة مبكرة في حياتي كمصور فوتوغرافي. كانت غرفة تحميض الأفلام المظلمة الصغيرة ممتلئة بصور مُكبّرة لطباعتها، وصور نيقاتيف قديمة متناثرة على الأرض، ورائحة كيماويات التحميض تعبئ الهواء. وأنا واقفًا بداخلها حاملاً بين يديً فيلم تراي-إكس أبيض وأسود، ومستعد لبدء رحلتي. كانت هذه لحظة بها ضغط عصبي شديد، أنت لا تعرف حقًا ما نوع الصور الفوتوغرافية الموجودة في بكرة الفيلم هذه. هل عرّضتها بشكل مناسب؟ هل كان التركيز حادًا؟ هل أي من هذه الصور مثير للاهتمام بما يكفي لعرضها في طبعة كبيرة؟ أتذكر مراقبة الورقة تتحول في كيماويات ديكتول الخاصة بالتحميض، ثم تبدأ الصورة في الظهور تدريجيًا. كان الأمر يبدو كالسحر، مشاهدة مشهد وثقته سابقًا وهو يظهر ببطء على قطعة ورق بيضاء.
تطور عالم التصوير الفوتوغرافي كثيرًا منذ ذلك الحين، فلم يعد هناك غرف تحميض، والتصوير الرقمي أصبح هو المستقبل. لقد قرأت أن عدد الصور الملتقطة هذا العام أكبر من عدد الصور التي التقطت على مدار التاريخ كله مجتمِعة. إن هذا شيء مذهل! لم أعد أستخدم الأفلام كثيرًا هذه الأيام، ولكنني لازلت أحب التصوير بالأبيض والأسود. سواء كانت لقطة مُصورة باستخدام فيلم تراي إكس أو مصنوعة عبر الفوتوشوب أو لايت روم. لقد لاحظت غالبًا في تعديلاتي أننا أفضل الصور الأبيض والأسود أكثر بكثير. لا يمكنني مقاومتها، إنها مطبوعة في روحي لأنها الطريقة التي تعلمت من خلالها قراءة الضوء وآثاره على المشهد أو اللوحة.
يعيدنا هذا إلى مهمتنا الجديدة، وهي “مُدن بالأبيض والأسود”. أنا أبحث عن صور لمشاهد في الشارع أو عمارة أو ناس أو وسائل نقل، أو حتى عربات بيع طعام في الشارع – كل ما يجعل المدينة مثيرة للاهتمام – ولكني أريد رؤيتها بالأبيض والأسود. يجب أن تتوقف أثناء التصوير للتفكير في الأضواء والظلال بحيث تهيمن على الإطار.
إن تحديّ لك هو أن ترى الصور من منظور جديد. يمكن أن تكون الصور جيدة بالألوان بالتأكيد، ولكن ماذا سيحدث عندما تعدل الصورة لتصبح باللون الأبيض والأسود؟ هل ستظل الإضاءة جيدة؟ هل التباين مظلم جدًا؟ لا تخف من التجربة في هذه المهمة! وبينما تسير في الشارع، ابحث عن زوايا جديدة، وتسلق نقاط عالية، أو ضع كاميرتك على الأرض. جِد نقطة في المدينة الإضاءة فيها مثالية، وانتظر بصبر لالتقاط صورة لشيء مثير يمر عليك. ستُكافأ على صبرك حينما تظهر اللحظة المثالية أمامك، وستتمكن من التقاط صورة فوتوغرافية لا تُنسى.
أتعتقد أنك جاهز لهذا التحدي؟ يمكنك تقديم ثلاث صور، فاخترهم بعناية، لا تخف من مشاركة الصور التي يمكن أن تقدمها في موضوع المناقشة مع زملائك المصورين في “لقطتك”، سأشاهدها أنا أيضًا. حظًا سعيدًا لك.
آخر ميعاد للتقديم 15 مايو 2017، الساعة 12 مساءً بالتوقيت الشرقي.

[button url=”http://yourshot.nationalgeographic.com/assignments/cities-black-and-white/” window=”true” style=”yellow” size=”large”]اضغط هنا للمشاركة [/button]

 

Tags: